لن أقحمك ثانية بيني و بين ذاتي ..


.


أدور أدور و في منتصف تيهي و جنوني أعود اليك..في آخر 

الليل..عندما تخمد أصوات الموسيقى يعزف قلبي من جديد 

لحن خلودنا..لا أرى شيئا سوى ذاتي داخلك.. أكتب كل ما أشعر به 

و أعود لقراءته من جديد..باحثة عنا بين الأسطر..و

 أقول في الأخير بأنك لست سوى امتثال حي لما أبحث عنه داخل 

الحياة..قد لا تكون كذلك..حتما لست كذلك ..و رغم 

ذلك أواصل حياكة تفاصيلك داخلي..أنت مثالي الآن..لا أرى فيك 

سوى غروري و ذاتي المتعالية..أرى المثالية التي 

لطالما بحثت عنها داخل عالم..لم يكن به أحد سوى ذاتي..باقحامك 

ذاك العالم..كنت أعلم أنني أنافس الطبيعة..و

 أقحم صفو سمائك داخل عاصفة أفكاري..لتعود لي ببقايا هشة..و 

ألومك اثرها على الاذعان..في عالمي المثالي كنت

أنت..شجرة تأبى التمايل مهما عصفت بها الرياح..و كنت أنا..أحرك 

تلك الرياح أسرع و أقول لن تتهاوى 

شجرتي..ستحميها جذورنا المتأصلة في المكان..حتى و ان لم نعد

 نراها الآن..في امتحان ذاتي..أقحمتك بيني و بين 

ذاتي..و خسرت نرجسيتي ارضاء لغرورك..لهذا أعود اليك ربما..لا

 تزال في مكان ما..داخل عالمي تبحث عن ماهية 

لك..و لازلت لفرط غروري..أبحث لك عن أعذار..فقط لأن مكانك لن

 يكون أجمل خارجي..فقط لأن عالمي..لن يكون مثاليا 

سواك..

*مريم

رقصات صوفية..


.


لم تكن تلك اللحظة لتختلف كثيرا عن اخرى سبقتها..منذ أكثر من 
نصف ساعة..أسرعت الفتاة في خطاها..لم يعد يلحق بها أحد الآن
..رغم ذلك لم تشعر بالأمان
أسرعت في عدوها أكثر فأكثر بينما تلتفت خلفها..و مع دورانها 
..للأمام مرة أخرى ارتطم رأسها بجذع شجرة عملاقة
راحت تدور حول نفسها..كصوفية في أوج تخمرها..مرة،اثنتين،ثلاث
 ثم سقطت جالسة..لامس ظهرها جذع الشجرة من جديد باحثا                                                                                         . عن نقطة ارتكاز..و بسرعة اختفى شعورها بكل ما يحيط بها
وخزات صغيرة..على طول عمودها الفقري..أيادي تمتد فجأة من
! صلب الجذع و تطوقها حوله..واحد،اثنان،ثلاثة..بدأ الدوران
سرت في البداية لدوران الجذع ..ظنت أنه سيحررها من تلك
 الأيادي..و لكنها أخطأت التقدير..فقد كانت شديدة الخشونة،طوقت
 الفتاة بطريقة وحشية..و كأنها تخشى هربها أكثر من الموت 
ذاته..شعرت الفتاة بألم حاد حول عنقها و أسفل صدرها..تلاشت
 قطرات الدم أمام عينيها..فلم تعد ترى سوى صورا مزدوجة تنتهي
 جميعها بثلاث نقاط من الدم! كانت اللوحة لتكون عظيمة لو أن
قطرات الدم لم تنهها..لو أن تلك الأيدي لم ترغمها على البقاء..و لم
 تؤذها على ذاك النحو. كانت الفتاة تقاوم الأيدي و لا تقاوم
 الدوران..اغمضت عينيها عن ذاك المشهد المؤلم و صرخت ملئ
 صوتها..و فجأة..توقف الدوران..اختفت الأيدي..و ضلت البنت في
.. مكانها..مستندة على الجذع
لم تدرك شيئا..حتى أن عليها التساؤل:ما الذي حصل للتو!؟ أهي
 استراحة ما بين الرحلة و الرحلة؟ ام أن تلك الأيادي لن تعود؟
!بلا مقدمات و لا فترات استراحة..تواصل العرض
ها قد عادت الأيادي من جديد..لم ترغب في جعلها تأسرها مرة
..اخرى..و لكن كل شيء كان فعلا مختلفا هذه المرة
..لامست اليد الأولى أسفل جانبها الأيمن..و امتدت بثقة غريبة 
..تنحت تفاصيل جسدها الى أن ارتكزت على كتفها الأيسر 
كانت ببساطة..مختلفة
..راحت الأصابع تنقر أسفل كتف الفتاة بطريقة غريبة
واحد،اثنان،ثلاثة
..ثلاثة،واحد،اثنان
عازف بيانو محترف ينقر أسفل كتفها و يبعث فيه ثقة استمدها من
قوة ألحانه..لم تكن تلك اليد سوى حزام أمان،اهتزت ثقة الفتاة به
ما ان ظهرت اليد الثانية التي استقرت أسفل ظهرها ثم واصلت
 النزول الى أن جعلت الفتاة تبتعد قليلا عن السطح..و تجلس
بكاملها على راحة تلك اليد..ما الذي تفعله هذه الأخرى؟
ثلاثة،اثنان،واحد..ألا تثق بحزامها الآمن؟ هي فعلا لا تعلم ان كانت
 !تثق بالعازف أم لا..و لكنها فقط تشعر بالأمان
بدأ الدوران..أصبح الجذع أكثر لينا..و تناهت الى مسمع الفتاة ألحان
 جديدة..لم تغمض عينيها كما فعلت في الرحلة الأولى..و كأنها
 تشعر بأن سحر تلك الأيدي لن يتوقف عند هذا الحد..
الرحلة الثانية لا تزال في بدايتها ..دوران بطيء تسارع شيئا
 فشيئا..و فجأة ازداد الضغط على الكتف الأيسر..و شعرت الفتاة
 بانثناء ساقيها..نظرت الى الأسفل..و فعلا كانت قد بدأت
في..الارتفاع
الى أين تحملها الأيدي؟ مازالت تشعر بالأمان حتى و هي تبتعد
..عن السطح..و يتسارع الدوران
اختلفت الألوان..المشاهد..و كل شيء..أهذه هي الرحلة التي
 يخشاها الجميع؟ و من أجل تفاديها يقبلون بجميع القيود التي
تفرض عليهم و يمتنعون عن الهرب؟
لن تغمض عينيها..مهما ارتفعت..بدأ العرض الحقيقي..نجوم تتراقص
على ساحة السماء..في حلقات محكمة..يختلط ضوءها شيئا
.. فشيئا لتضحى دوامة لامعة.. ساحرة
أين هي الآن؟         لا تريد أن تعرف
أيمكنها العودة الآن؟  لا يهم
لازالت اليد السفلى ترفعها أكثر..بينما يحميها الحزام أثناء دورانها 
..الجنوني..نظرت الى الأسفل..تراءى كل شيء صغيرا بطريقة
. محتقرة..و فهمت أخيرا لما لم تكن سعيدة هناك
أطلقت يديها و أشاحت بوجهها عن القاع..قد لا تمنح هذه الفرصة
ثانية..لن تفنيها في النظر الى الأسفل..فقط عالم جميل يحيط بها
!الآن..عالم لا يمكن للجميع رؤيته بتلك الروعة..و تلك السرعة
اختفى شعورها بالجذع يسند ظهرها..و لكن الأيدي مازالت
تحملها..من أين تنطلق تلك الأيدي الآن؟ ألم تظهر في البداية من
صلب ذاك الجذع الخشن؟ متى لان و متى اختفى تماما؟ و حمل
معه تلك الأيدي الحامية؟
توقف الدوران..سلمت الفتاة جسدها للهواء..مستلقية و فارجة
 ذراعيها..بانتظار أول تجربة سقوط حر..مخالفة لجميع قواعد
! الفيزياء
دوران جديد..في اتجاه معاكس..و سرعة جنونية قد تكون فاقت
 سرعة الضوء..لا تندم على السقوط الآن..و ان كان ضريبة
 رحلتها..فحتى أثناء السقوط ضلت تشاهد السماء و النجوم في
نفس تلك اللوحة الساحرة..فقط كانت الدوامة تدفعها نحو الأسفل 
..بدلا من ابتلاعها
تباطأت حركة الدوران ما أن اقتربت من السطح..الآن فقط تستطيع
اغلاق عينيها..هل سبقتها الأيادي و ستلتقطها على السطح؟
كان هذا آخر سؤال جال بخاطرها..قبل الارتطام

**مريم                                                                     

لا تشتكي,,


.

أمواج عاتية تضرب سطح الماء الراكد ..تعكر صفوه فيصيح بها ملقيا برذاذه هنا و هناك..

يتناثر الرذاذ و يرتمي على وجنتي الفتاة..

يشتكيها ضعفه و هزيمته امام ذاك الجبار الهائل ..فيجد ان دموعها قد حطت الرحال قبله 

تشتكي بدورها عينا سئمت جفاف الحياة 

فأدمنت الدموع.

تجلس الفتاة على حافة الصخرة..تصرخ ملئ صوتها..

هذا الازرق الا متناهي..لن يمل منها كما فعل الاخرون..

سيصغي لتفاهاتها و سيتفهم حماقاتها..اخبرته بانها تعشق الوهم و تكره حقيقتها..أصوات 

العالم لم تعد تتناغم مع اذنيها..

و صوره غدت مجرد تشوهات و تضارب في الالوان..

ترتفع الامواج من جديد..

بعنف أكبر..

كأنها ترغب في طي صفحات الماء التي خطتها الفتاة بآهاتها العميقة.

.لم تشتكي الفتاة دائما للبحر؟ ألم تلاحظ الى اليوم أنه يتالم لالمها و لألم امثالها..

اولئك العشاق:عشاق 

.البحر.
انه الان اشد تعاسة من الاخرين..لايقوى على فعل شيء سوى الالقاء بأمواجه على 

الساحل لترتطم بالتراب..

و تتلاشى تحت قسوته


. عندما يكون الشخص معشوقا من قبل الجميع..يصبح الاكثر حزنا..فالكل يرغب به .

.و يتناسى الكل رغباته ..

كانت الرذاذة امل البحر في ان يصغي احد لتأوهاته..وبالرغم من نجاحها في الوصول

لوجنة الفتاة..كانت الرذاذة اضعف من ان تحتمل اشعة الشمس الحارة..لذلك امسكت بيد

 الدمعة و انطلقتا في رحلة ابدية.. 

داخل الهواء

                                                                                                               **مريم

رعود الشمال..


.

و ما بين ابتسامة و اخرى..انسابت قطرات باردة على وجنتها الباهتة..

تأخر موسم المطر..و لم تعد ترتوي من وعود عام مضى..

رغم أنه كان قريبا جدا منها..و تبخرت معه أفكارها و صعدت ادراج السماء الا أنه لم

 يمطر بأرضها..

كانت هناك رعود تأتي من الشمال..

تثير هيجانه..

تفجر غيومه الآملة..

و يمطر..

يسقي ارضها الجرداء و كأن به أمل في أن تلك الارض ستزهر من جديد..في يوم من 

الأيام..و ستعيد له عبير الماضي

 و وروده..

و لكنها لن تعود..

فأرض الشمال استنزفت قواها..و استنجدت باخر..  

 و لكنها كانت تشتاق المطر شوق الفتاة..فتناديه..

و تنتظر..

لا تنتظر  كثيرا لأنه في كل مرة كان يلبي نداءها..

و يغيث عطشها..

أما تلك الفتاة.. فليس لها من مغيث  سوى دموعها..

كانت تطلبها كلما اصيبت بخيبة أمل

 جديدة..                     

 تلك الدموع لا تسقي جفاف اراضيها..

 و لكنها على الأقل..

كانت تنجح في جعل قلمها ينساب من من جديد..

                                                                                                                        **مريم

في حفل تأبين الفشل


.

و في حفل تأبين فشلها.. كانت المدعوة الوحيدة..اما القاعة فكانت ممتلئة اكثر من اي وقت مضى..احتلت حماقاتها الصفوف الاولى و اختفى وراءها خوفها 

الملازم من المجهول .

. عزف قلبها موسيقى الاستقبال على أوتاره القاسية..تتساءل كثيرا من أين أتت تلك 

القسوة..ألم تكن ارهف من أن تضيق بصدرها حد الاختناق؟ لكن الحقيقة 

فعلا لديها أوجه كثيرة..في الماضي لم تنتبه..و لكنها اليوم تدرك أن أشلاء المزهرية 

المحطمة تصبح أقسى و ألدع..أشلاء المزهرية وحدها قادرة على اراقة

 الدم حالما تضيق به أوردتنا.

تتقدم الفتاة خطوات نحو المنصة الشرفية..اليوم في الحقيقة يوم عظيم..لطالما أعدت من 
اجله خطاباتها الزئبقية و اشعارها الهستيرية.. 


و لكنها لم تعلم أن المسرحية الحقيقية لم يحن وقتها بعد..امعنت النظر في المقلعد

 المنتصبة أمامها..و للحظة خانتها عضلات وجنتها و ابتسمت ابتسامة عائد 

من الحرب ببقايا راية بيضاء رفعها اثر اعلانه الاستسلام في الحقيقة جمهور الخيبة 

أكبر بكثير مما كانت تعتقد..

تماطلت قدر المستطاع ..ثم فتحت خطابها ..أمعنت النظر بين الاسطر..أكان هناك أسطر أصلا؟ لم يكن.

العائد من الخيبة ينسى أنه بعثر اخر حروفه في طريق العودة عندما كان يحاول استحضار امجاده..أو ربما كان يعلم ان تلك الاحرف و ان عادت معه فانها لن

 تشفع له استسلامه للفشل..و ستفضح ضعفه بدل امداده بالقوة الكافية للمواجهة.

بدأ الخطاب.

 "في هذا اليوم الاستثنائي..أردت ان أعترف بفضل حماقاتي.لولاها لما عرفت للتأبين طريقا..و خوفي كان مزودي الأول بالطاقة الضرورية للخمول.

من كان يعتقد منكم أنه حفل تأبين..أرغب فقط باعلامه أن التأبين في مثل حالاتي بداية قبل أن يكون نهاية..

مع كل حفل تأبين أقطع وعدا جديدا بالعودة..بخيبة أخرى و اوراق فارغة و عقل 

مشتت.في حفل التأبين استنزف اخر طاقاتي..أملا مني في العودة 


للحركة..فأصحاب الخيبة لا يحتاجون للطاقة ,أصحاب الخيبة يأملون فقط في استرجاع 

كلماتهم الضائعة..أعيدوا لي فقط كلماتي..و سأعدكم بالعودة."


 .. لا تعلم ما حدث بعد ذلك..و أين ذهبت القاعة و أين اختفى الحضور. و لكنها عادت 
بدعوة للحفل القادم..و ترك لها حرية اختيار الموعد..موعد تأبين جديد
 مريم**                                                                                                                                                         .

حين تسقط النجوم..


.

الآن لم يعد من المهم ان تتحدث عن اي شيء ..فكل شيء قد قارب علي النهابة..وسحر الكلمات اضحى مجرد ذكرى عابرة..تبتسم لها ما ان تمر امامها..و لكن تلك البسمة لا تطول..الكلمات تختفي ما ان تهم الفتاة بقراءتها..تماما كالسراب..النهاية لا تعني دائما موجة من السعادة او الحزن..النهاية تكون احيانا نهاية شعور بأكمله و بداية حالة من..العدم..عندما تفقد النجمة بريقها تختار السقوط من السماء..علها تجد في الأرض

سلما جديدا يرفعها.. أثناء السقوط تحدث امور رهيبة.. ما بين الندم و الخوف من       

المجهول ينبعث شعور باللامبالاة.. يجعلها تتناسى ماضيها السعيد و مستقبلها            

الغامض..و لكن,,  أي ماض سعيد ذاك الذي ترغب بنسيانه؟في الحقيقة هي لم تشعر يوما                                                                                          
بالانتماء لذاك المكان..فهي التي كافحت حتى تشع للمرة الاولى..و طالما ان النور كان 

غريبا عن عالمها المظلم..اختارت لها مكانا في السماء..ظنت في البداية ان بريقها لا      
 يختلف عن بقية النجوم..و لكنها اخطأت التقدير..بقية النجوم خلقوا ليكونوا هناك..اما  
هي..فنورها سيخفت كل يوم أكثر من سابقه..أكان عليها أن تبقى داخل عالمها المظلم؟

 ذاك الا شيء الذي كانت تنتمي اليه لم يشعرها يوما بالسعادة..كانت تعتقد أن وجودها

 به حادث عرضي ..تماما كتلك المخلوقات الفضائية الوافدة الى الأرض في رحلة      

 قصيرة .. لذلك كان يفترض بها الذهاب الى السماء..أين يوجد أمثالها  ..أما الان..أثناء

 السقوط..تعترف ان السماء ايضا لم تكن عالمها المفقود...                                                     
مريم**                                                                                   
   

لن تعود الى الأرض..


.

يبدأ المشهد في محطة القطار..تقترب الفتاة نحو اول مقعد تجده و تضع حقائبها 

بجانبها..رغم انها كانت رحلة قصيرة الا ان قلبها مازال متعلقا بذاك المكان..فهي للمرة 

الاولى تذهب وحيدة في رحلة الى القمر..بعيدا عن صخب الارض و مشاكلها.كم كان 

الامر ليكون رائعا لو انها بقيت هناك لفترة اطول,فشتاء الارض كان قاسي البرودة و 

غيومه أبت أن تبارح قلب الفتاة..و لكن املها بربيع دافئ جعلها تأخذ التذكرة الملقاة على 

الرصيف..و تمسح عنها الغبارلتكتشف قيمة عجزت مخلوقات الارض السخيفة عن فك 

رموزها..و الاهم من ذلك انها كانت الوحيدة المغادرة في تلك الرحلة و هاهي الان 

تعود ايضا وحيدة..الحياة على سطح القمر ممتعة..جعلتها تنسى ضعفها و غربتها عن 

الواقع..و مخلوقاته كانت اجمل ما لاقت..هي لا تتحدث لغتها و تعجز عن فهم 

حركاتها..سحر غريب كان يخيم على المكان و جعلها تشعر بالانتماء ..قد يكون غريبا 

مقارنة بالارض و لكن قلبها استأنس لتلك الغرابة.الربيع هناك كان من نوع 

خاص..الرعد كان اشبه بسنفونيات خالدة..الامطار كانت تشعرها بالدفئ و انوار الظلمة 

دلتها على طريق السعادة.و لكن الاصوات المزعجة عادت الان معلنة عن اقتراب 

القطار..ألن تتوقف العقارب الان؟أكانت عديمة الحيلة لدرجة جعلت العقارب اللعينة 

تهزمها و تحرمها لذة البقاء؟ لم يعد بامكانها الان العودة بذاكرتها لذاك المكان 

الجميل..فهي الان تركب القطار و تأخذ مكانها في عالم الاحياء..بدأ النور ينبثق شيئا 

فشيئا و الحرارة تزداد داخلها بسرعة رهيبة..ألم تأتي للقمر باحثة عن دفئ الربيع؟ ما 

الذي جعلها تعشق البرد الاذع و الظلام الحالك؟ لقد كانت في الحقيقة تجهل وصف حالة 

الطقس..اما الان اليكم هذه النشرة المفصلة..تلك الفتاة تعشق مطر القمرو ظلمةالقمر..اما

الارض فالرؤية تنعدم بها في وضح النهارو ليلها مجموعة عواصف تقتلع قلبها ليعيبث  

مد البحر و جزره..و في نهاية المشهد يبقى الفتاة عالقة داخل القطار..ما بين الارض و 
 القمر
                                                                                              **مريم