لا تشتكي,,


.

أمواج عاتية تضرب سطح الماء الراكد ..تعكر صفوه فيصيح بها ملقيا برذاذه هنا و هناك..

يتناثر الرذاذ و يرتمي على وجنتي الفتاة..

يشتكيها ضعفه و هزيمته امام ذاك الجبار الهائل ..فيجد ان دموعها قد حطت الرحال قبله 

تشتكي بدورها عينا سئمت جفاف الحياة 

فأدمنت الدموع.

تجلس الفتاة على حافة الصخرة..تصرخ ملئ صوتها..

هذا الازرق الا متناهي..لن يمل منها كما فعل الاخرون..

سيصغي لتفاهاتها و سيتفهم حماقاتها..اخبرته بانها تعشق الوهم و تكره حقيقتها..أصوات 

العالم لم تعد تتناغم مع اذنيها..

و صوره غدت مجرد تشوهات و تضارب في الالوان..

ترتفع الامواج من جديد..

بعنف أكبر..

كأنها ترغب في طي صفحات الماء التي خطتها الفتاة بآهاتها العميقة.

.لم تشتكي الفتاة دائما للبحر؟ ألم تلاحظ الى اليوم أنه يتالم لالمها و لألم امثالها..

اولئك العشاق:عشاق 

.البحر.
انه الان اشد تعاسة من الاخرين..لايقوى على فعل شيء سوى الالقاء بأمواجه على 

الساحل لترتطم بالتراب..

و تتلاشى تحت قسوته


. عندما يكون الشخص معشوقا من قبل الجميع..يصبح الاكثر حزنا..فالكل يرغب به .

.و يتناسى الكل رغباته ..

كانت الرذاذة امل البحر في ان يصغي احد لتأوهاته..وبالرغم من نجاحها في الوصول

لوجنة الفتاة..كانت الرذاذة اضعف من ان تحتمل اشعة الشمس الحارة..لذلك امسكت بيد

 الدمعة و انطلقتا في رحلة ابدية.. 

داخل الهواء

                                                                                                               **مريم

Your Reply