لن تعود الى الأرض..


.

يبدأ المشهد في محطة القطار..تقترب الفتاة نحو اول مقعد تجده و تضع حقائبها 

بجانبها..رغم انها كانت رحلة قصيرة الا ان قلبها مازال متعلقا بذاك المكان..فهي للمرة 

الاولى تذهب وحيدة في رحلة الى القمر..بعيدا عن صخب الارض و مشاكلها.كم كان 

الامر ليكون رائعا لو انها بقيت هناك لفترة اطول,فشتاء الارض كان قاسي البرودة و 

غيومه أبت أن تبارح قلب الفتاة..و لكن املها بربيع دافئ جعلها تأخذ التذكرة الملقاة على 

الرصيف..و تمسح عنها الغبارلتكتشف قيمة عجزت مخلوقات الارض السخيفة عن فك 

رموزها..و الاهم من ذلك انها كانت الوحيدة المغادرة في تلك الرحلة و هاهي الان 

تعود ايضا وحيدة..الحياة على سطح القمر ممتعة..جعلتها تنسى ضعفها و غربتها عن 

الواقع..و مخلوقاته كانت اجمل ما لاقت..هي لا تتحدث لغتها و تعجز عن فهم 

حركاتها..سحر غريب كان يخيم على المكان و جعلها تشعر بالانتماء ..قد يكون غريبا 

مقارنة بالارض و لكن قلبها استأنس لتلك الغرابة.الربيع هناك كان من نوع 

خاص..الرعد كان اشبه بسنفونيات خالدة..الامطار كانت تشعرها بالدفئ و انوار الظلمة 

دلتها على طريق السعادة.و لكن الاصوات المزعجة عادت الان معلنة عن اقتراب 

القطار..ألن تتوقف العقارب الان؟أكانت عديمة الحيلة لدرجة جعلت العقارب اللعينة 

تهزمها و تحرمها لذة البقاء؟ لم يعد بامكانها الان العودة بذاكرتها لذاك المكان 

الجميل..فهي الان تركب القطار و تأخذ مكانها في عالم الاحياء..بدأ النور ينبثق شيئا 

فشيئا و الحرارة تزداد داخلها بسرعة رهيبة..ألم تأتي للقمر باحثة عن دفئ الربيع؟ ما 

الذي جعلها تعشق البرد الاذع و الظلام الحالك؟ لقد كانت في الحقيقة تجهل وصف حالة 

الطقس..اما الان اليكم هذه النشرة المفصلة..تلك الفتاة تعشق مطر القمرو ظلمةالقمر..اما

الارض فالرؤية تنعدم بها في وضح النهارو ليلها مجموعة عواصف تقتلع قلبها ليعيبث  

مد البحر و جزره..و في نهاية المشهد يبقى الفتاة عالقة داخل القطار..ما بين الارض و 
 القمر
                                                                                              **مريم

Your Reply