في حفل تأبين الفشل


.

و في حفل تأبين فشلها.. كانت المدعوة الوحيدة..اما القاعة فكانت ممتلئة اكثر من اي وقت مضى..احتلت حماقاتها الصفوف الاولى و اختفى وراءها خوفها 

الملازم من المجهول .

. عزف قلبها موسيقى الاستقبال على أوتاره القاسية..تتساءل كثيرا من أين أتت تلك 

القسوة..ألم تكن ارهف من أن تضيق بصدرها حد الاختناق؟ لكن الحقيقة 

فعلا لديها أوجه كثيرة..في الماضي لم تنتبه..و لكنها اليوم تدرك أن أشلاء المزهرية 

المحطمة تصبح أقسى و ألدع..أشلاء المزهرية وحدها قادرة على اراقة

 الدم حالما تضيق به أوردتنا.

تتقدم الفتاة خطوات نحو المنصة الشرفية..اليوم في الحقيقة يوم عظيم..لطالما أعدت من 
اجله خطاباتها الزئبقية و اشعارها الهستيرية.. 


و لكنها لم تعلم أن المسرحية الحقيقية لم يحن وقتها بعد..امعنت النظر في المقلعد

 المنتصبة أمامها..و للحظة خانتها عضلات وجنتها و ابتسمت ابتسامة عائد 

من الحرب ببقايا راية بيضاء رفعها اثر اعلانه الاستسلام في الحقيقة جمهور الخيبة 

أكبر بكثير مما كانت تعتقد..

تماطلت قدر المستطاع ..ثم فتحت خطابها ..أمعنت النظر بين الاسطر..أكان هناك أسطر أصلا؟ لم يكن.

العائد من الخيبة ينسى أنه بعثر اخر حروفه في طريق العودة عندما كان يحاول استحضار امجاده..أو ربما كان يعلم ان تلك الاحرف و ان عادت معه فانها لن

 تشفع له استسلامه للفشل..و ستفضح ضعفه بدل امداده بالقوة الكافية للمواجهة.

بدأ الخطاب.

 "في هذا اليوم الاستثنائي..أردت ان أعترف بفضل حماقاتي.لولاها لما عرفت للتأبين طريقا..و خوفي كان مزودي الأول بالطاقة الضرورية للخمول.

من كان يعتقد منكم أنه حفل تأبين..أرغب فقط باعلامه أن التأبين في مثل حالاتي بداية قبل أن يكون نهاية..

مع كل حفل تأبين أقطع وعدا جديدا بالعودة..بخيبة أخرى و اوراق فارغة و عقل 

مشتت.في حفل التأبين استنزف اخر طاقاتي..أملا مني في العودة 


للحركة..فأصحاب الخيبة لا يحتاجون للطاقة ,أصحاب الخيبة يأملون فقط في استرجاع 

كلماتهم الضائعة..أعيدوا لي فقط كلماتي..و سأعدكم بالعودة."


 .. لا تعلم ما حدث بعد ذلك..و أين ذهبت القاعة و أين اختفى الحضور. و لكنها عادت 
بدعوة للحفل القادم..و ترك لها حرية اختيار الموعد..موعد تأبين جديد
 مريم**                                                                                                                                                         .

Your Reply