عندما يعود الا منتظر..


.

ضربت الامواج بقوة حافة الصخرة قبل أن تطأها قدمه ..في ساحل خالي الا من اصوات نوارس ترقب فريسة تتلوى بين صفحات المياه ..عاد ذاك الامنتظر.. عاد كما 

يعود الناجي الوحيد من سفينة غرق كل ركابها..حاملا معه جسدا حارب الامواج لأيام 

..حتى

 ظن انها كانت تبعث فيه نبضا جديدا مع كل ضربةو كأنها تريده ان يستعطفها اكثر 
قبل 
اغاثته بموت رحيم..هو الى الآن يتساءل أكانت تلك الأمواج تساعده أم انها تآمرت مع 

الحياة و أعطتها فرصا أكثر لعقابه..
الصياح.. حاول جاهدا

ها قد عدت..ترى من عساه يسعد بعودته؟ و لكن حنجرته هي الثانية خذلته..تلك الحبلى

بكلمات همسها كل من اصدقائه قبل ان تبتلعه الامواج و أوصاه ابلاغها لحبيب أو ثكلى 

..ما عساه يقول ان كان كل ما عاد به بعد هذه الرحلة مجلد بلاغات وفاة و وصايا

 بائسة؟ٍ.. لا أحد في الشاطى ..لا احد ينتطر وصية منه فلم العودة ؟ أتراه فكر ألف مرة

في الهرب حيث لا يراه احد..قيكون مفقودا لديهم و يكون الحاضر الغائب لنفسه..هو لم 

يخشى الاخرين يوما بقدر خشيته لنفسه فحتى و ان هرب كل يوم سيلاحقه شبح ذاته 

الى 


ما لا نهاية..استنجد في الأول بليل يخفي عنه ذاك الشبح..و تذرع للغيوم علها تخفي

قمره..فلا يعكس صورته الموحشة على السطح..


أتراها تمطر الليلة؟كم كان بحاجة لقطرات تغسل ذنوبه..ذاك الماء الذي يقبع فيه 

استحال

مستنقعا لأفكاره..نادته اليابسة أخيرا ..لم يكن بمقدوره فعل شيء

 سوى الكتابة..تداخلت الحروف التي خطها بعد ان سقاها دموعا..هذا ما رغب الأول

 في قوله و تلك الورقة للثاني و أخرى لرابع و خامس..و هو؟ من سيرغب في الاحتفاظ

بأخر كلماته ؟ ألم يكن القدر يخفي عنه حبيبة سرية أو أما عادت تبحث عنه بعد اذ 

تركته وحيدا في عالم لا يقبل أمثاله؟ لم يعد بمقدوره الان سوى ااتمان زجاجات فارغة 

..علها تحمل يوما ما لم يستطع أن يواجه به الاخرين.. 

الآن ستعفو الأمواج عنه..و ستستقبله بين أحضانها حتى تحمله الى مثواه 

الأخير..عادت 

الزجاجات مع اخر الليل و اتخذت مكانا لها بين الرمال الى ان أتى أصحابها و قاموا بانتشالها..زجاجة وحيدة ظلت هناك..و لم يبحث أحد عنها..لا أحد

    مريم**                                                                                                                                                    

Your Reply